إذا إستطاعت الأم أن تبني في طفلها حب النجاح والتفوق ستكون قد أعطته أقوى الأسلحة التي تساعده على التحرك نحو الأمام وإنجاز الأهداف بشكل عملي ملموس طوال مشوار حياته، وحينما ينجح الطفل يتنامى طموحه وتتعاظم ثقته بنفسه، ويشعر أنه ذو قيمة بين أصدقائه وعائلته.
وبإحساس الطفل بالنجاح يصبح مركزاً للإحترام والتقدير من قبل كل المحيطين به ولاسيما الوالدين، ومن هنا يصبح على الأم أن تكثف كل جهدها من أجل توفير الدوافع التي تمكّن الطفل من إحراز النجاح، مع الحرص على تنسيق الجهود في هذا السياق بين المنزل والمدرسة.
يقع على الأم عبء كبير في زرع هذه الثقة في قلب الطفل، وذلك من خلال منح وجهات نظره والخطوات التي يحققها فيما يتعلق بمدرسته أو الرياضة التي يحبها أهمية، لأن ذلك سيعزز درجة إعتزازه بنفسه وكيانه ويجعله أكثر قدرة على مواجهة من يتعمدون الإستهزاء به ونعته بالصفات السلبية.
ويجب على الأم أن تحذر بشدة من تحطيم مشاعر الطفل لأن ذلك يدفعه إلى التقاعس والإستسلام وعدم التفكير في النجاح، الذي يصبح في نظره بعيد المنال، وإعلمي أن قلب طفلك مشحون بطاقة هائلة من الإرادة والرغبة في الحياة ولكن هذه الطاقة تنتظر شرارة الإطلاق، ويتركز دورك كأم على معرفة كيفية تحرير هذه الطاقة المكتومة في داخل طفلك لينطلق محققاً النجاحات في حياته.
والأم لابد أن تهتم بالدور الأساسي في تربية الطفل من خلال تدعيم مشاعره ووجدانه وإحياء طاقته، وتعزيز روح العمل والإجتهاد والرغبة في التحصيل العلمي والتفوق الرياضي والنجاح على المستوى الإجتماعي.
وكل طفل يكون في حاجة كبيرة إلى محفزات مادية ومعنوية، وقد يتفاعل مع الإرشادات والنصائح المقدمة له بصورة أفضل في حالة الإهتمام بتلك الدوافع وعوامل التشجيع، ومن هنا أصبح من الأهمية بمكان أن تتعرفي على كل عوامل التحفيز الممكنة لتستفيدي منها.
في البداية يجب عليك البحث عن نقاط القوة في الطفل وأن تعملي على تعزيزها وإبرازها، ثم يجب عليك تشجيع الطفل على إدراك أهمية التفوق في الدراسة ورسم الشخصيات الناجحة في خياله ليحصل على القدوة.
من الضروري أن تبذلي مجهوداً من أجل التأكيد لطفلك على أن مشواره الدراسي والتعليمي هو الذي سيكسبه الثقافة والقدرة على الإطلاع وقبول الرأي الآخر ويخلصه من الجهل وسطحية التفكير حتى يكون صاحب موقف في الحياة.
حتى تكون محاولاتك لتشجيع طفلك مثمرة من المهم جداً أن تحترمي أوقات الترفيه واللعب الخاصة به ولا تضغطي عليه خلالها.
ومن المهم ألا تسمحي لأحد أفراد عائلتك بتعمد الضغط على طفلك أو الإستهزاء به أو التقليل من شأنه، ويجب عليك أن تكوني يقظة جداً عندما يحكي لك طفلك عن أي موقف واجهه وتتفاعلي معه بإهتمام حقيقي.
لا تنسي أنه من المستحيل إنجاز أي عمل ناجح ما لم يكن طفلك على إلمام بأهمية تنظيم وتخطيط كل خطوة، ولابد أن تؤكدي له يومياً أن التنظيم أساس النجاح، وذلك ليس على مستوى الدراسة فقط، وإنما في كل مجالات الحياة.
المصدر: موقع رسالة المرأة.